إلى البحر
وموج على صخر العَتِيّ بغارب
يوشح تِبرا بالنفيس المشاغب
يداعب أنداء بعالق درّه
ويسكب رقراقا قرير السحائب
فيخطف أبصارا ويسحب شاله
يراوغ غَوَّارا بجزر مذاهب
فيلهمني وقعا تناهى لغايتي
يؤم به حبري بليغ مسارب
سباع على رأس الوطيد تلاحقت
ُتُلاطم في هوج مَهيبَ المراكب
ُتُطاير في أوج الضليع لآلئا
على زرقة شابت ببيض مناكب
تجوب وما هَدَّ النزال غريبها
ولا سكنت أصداؤها بمغارب
ويا بحر قلي هل أتتك رسائلي
فها قد بعثت الأمس توق مآربي
فمازال شوقي والحنين يعيدني
إليك إلى ذكرى الصبا والمواهب
أنذكر إقبالي وهَبّة صولتي ؟
وغوصي مع الأرياح عند المضارب ؟
وسبقي إذا وَدَّ الصحاب هزيمة
تعود بأتراب عدت عود خائب
وأغنيتي في الشط ناغت وناغمت
هديرا لصَوَّال عميق الرحائب
ورقصي إذا حَلّت محافل سهرة
وكان مع اللمات دف الأقارب
البحر الطويل
نزهة المثلوثي \ تونس\ 8/2/2020