قصيدة النثر الفائزة بالترتيب الاول
بمسابقة بوح القلم
بمنبر الأدب الليبي والعربي والعالمي
بعنوان (روح تهذي بالسناءات)
للمتسابقة / سامية القاضي من تونس .. Samia Kadhi
روح تهذي بالسناءات ..
ذات حزن ؛ اربَكني الصّمت
المُسْتَتِر في أخاديدِ عُمْقي..
يقتات لون دمي.
يُفتِّتُ في المدى زوابعي
أَرْبكني الفجر ؛ ينفلت من قيد العتمة..
يدعوني ان ألامِسَ أُفقَ الخُلود
و اجرِّبَ لذَّةَ المَسافات…
قبل ان تُمسِك التّجَاعيدُ
بزِمام الوقت …
يدعوني أن أَخْرُجَ من نُطفتي الأولى
أترنّحُ خارج عُمقِ ظلّي…
قبل ان تتحلّل كِيمْيَاء جسدي
و تَصْرخ الحِمَمُ في أَضْلُعي…
يَدعوني أن اشرِّعَ ابوابي على الفِرْدوس…
لأقتنصَ اللّحظة الشاردة منّي
قلت وقد أرهقتني دوائِرُ الغُموضِ
تلبَّسَتْني الآن روحٌ
تهذِي بالسّناءات
تُطاردُ هَجْعَةَ الأبديّة….
رُوحٌ تخرجُ من شرْنقة الظُّلمة…
متلحّفةً ثَوبَ التّجلّي….
يا أيّتها الرّوح المسافرة داخلَ قَلقي
صَهيلُكِ يَرتادُ ابْوابَ التّمنّي…
إمْرَحَي بين الكواكب…
حيثُ تختبئ جذوة الأحلام
أُقْطُفِي نجمًا قصيًّا….
لامِسي إرتعاشة الغيم….
أُرسُمي الفرحَ على وجه الفصول
و كُونِي كالفَلق يَشُقُّ غياهبِ الكون المُطفأة…
فسيزيف اِقتلع من رأسه المحال
أمسكَ بِعِنانِه حتّى لا يتسرّب الخواء لروحه…
وحين أسرجَ للنّور حَنينَهُ …
أشرقتِ الأرضُ من نَزفِ جبينه
