عُمْر*
كلّ خريفٍ يأتى..محملاً
يعجزُ القلبُ أن يحتويه
يمخُر عباب بحرٍ لجوجٍ
تهوي الريحُ في مهاويه
مرافئٌ تجللت بالسوادِ
و من الليل ثوباً ترتديه
يزورني متوشحاً بالغيم
أثقال من الريح تحنيه
يجر خلفهُ رفات أحلامٍ..
وصرحَ أوهامٍ كنتُ أبنيه
لا علم لي من أين جاء
وأي طريقٍ سوف تطويه
يأتيني موهناً ثم يمضى
لا يواسيني ولا أواسيه
يختم على جبهتى وشماً..
يُبدي به ما كنتُ أخفيه
يأخذ حفنةً من ذكرياتٍ
ويترك ليلاً وحدى أناجيه
لك الله ياعمراً مضى لو
جاز رمي العمر أرميه
ليتك ياعمرى وقفت بي
قبل تأخذنا الأيامُ للتيه
قبل أن نمضي فى طريقٍ
زرعتُ قلبى في لياليه
سبعٌ وخمسون جُزتَ بها
فكم مازال منها لتبقيه؟
مصطفى جمعة – ليبيا
* اليوم 2019/10/18
ذكرى ميلادى السابع والخمسين