عادت جراح القلب راعفة ..
تقتات من زوابع صمتي
تترعرع بتلاتها بين النوى والحنين
عادت تواعد الذهول
تمشي على وجعي المستقيل
هائمة بين قضبان المدى
يؤرقها نجيع روح
تنتحب على سبيل المسافات
بلا بوصلة أو دليل
تربكها الخرائط وتمتنع عنها الإتجاهات
عاد الصقيع يعانق قلبي منتصرا
يجثو على قلقي
يسخر من فرحي المصطنع
قال بعد أن هتك سِتْرَ أُحْجِيتي :
“لم يبق لكِ الآن غيري
لم يبق لكِ غير العويل
و تمائم الذكرى تراودك في مدار الخطو”
قلت : انا الآن وحدي في عمق المدى
سمائي عاقر بلا غيوم
والمزن ترقد في مستنقع القلب
بعد ان اعياها الهطول
مواسمي قاحلة، رحل عنها الربيع
والفرح المخذول في قمقم أحزاني يعتكف
يا ليلي المستنفر مني قد عدتُ إليك
مثقلة بغبار المسافات
كأني في هجير الروح ريحٌ صفراء
عدت تنادمني المواجع
كأني فقدت نفسي وانتسابي
يفرّ الخطو من دربي متشبثا بعذابي
وحدي ايها الليل الحزين
أقبع في جحيم الرحيل بلا متاع
طريدة من غزوة حب
أجوب أزقة نفسي يفترسني المساء
يغفو الجمر في كفي
وعلى خارطتي تموت ثنايا الرجوع
و ريح القول دوني في ارتياع
تعبتُ من قلق الانزواء
أطْرُقُ في صمتٍ ابواب النزاع
فتمطرني الغربة احزانا
عدت من جديد الى ضمإ قاحل
اشرب الليل حتى الحنين
أطالع نجما يقبّل وجه الإله
“عسى الله ان يبتسم لأحلامي
المبعثرة في مدن الرغبات
تراود في المدى دربا عنيدا”
هكذا تمتمتُ في الصلوات
ارتبك الصوت في حلقي
يثقله غَثاءُ البوح
ااااه ، لو يعود النهر للأشجار
لو السهم لم يطلقه القوس
ليصيب في مقتلٍ نهاري
لو يعود للنجم الضياء
لتشرق من عتمتي وجنات الكرى
تحولت التمتمات في حلقي
حشرجة كلمات
تسلّم للقدر أحلامها
مرفوعة على نعش الآهات
و تذرو للريح لغة خرائطها
التي نامت على مضض الامنيات
سامية القاضي – تونس