حكاية كل ليلة …
ولقد هممت به ….
لولا أن لاح لي طيف تلك الرقيقة البريئة القلب ؛
و هي تمشي بين أعواد العشب
التي اصفر لونها من شمس الصيف الحارقة ؛
تمشي بخيلاء الملكات ؛
ليس تكبرا ولكن عنفوان البدوية ؛
تمشي و يسير ورائها فوج من الدجاجات والديكة
تنتظر وليمة عشائها الفاخر من علف يدوي الصنع
لم تلوثه يد الحضارة المتسخة بكل النفاق ؛
و ربما قطع من البطيخ
الذي لم يكن طعمه مستساغا للفطرة البرية …
فيما تكافح شقيقتها في إرضاء تلك العنيزات العنيدات ؛ اللائي كن يصحن طلبا للوجبة الفاخرة المكونة من اعواد الشوفان البري ؛
ثم تعرج تلك الفاتنة على حدائقها التي تفننت في تقسيمها كمهندسة متمرسة ؛
فهنا مربع يعانق فيه النعناع البري شجيرة من العطر مزدانة بزهيرات وردية ؛
وهناك مربع آخر شامخا بعروش من البصل الأخضر الذي يحرك المعدة الخاوية و يمنيها بحلاوة عشاء ما ..
أما باقي المساحة فهي كالمفاجأة نثرت فيها بذور لنبات لم يزل سره مدفونا لم يضطلع عليه أحد بعد ..
وعندما يسكب القمر ضوئه على رمل الفراندا ؛
وتاخذ تلك السيدة الوقورة مجلسها الوثير المكون من حصير عليه فراش رقيق ؛
منتظرة عودة ابنتيها من رحلتهما اليومية ؛ لينعقد لقاء حميم متوج بفناجين القهوة المصحوبة ببعض الكعك الحلو ؛
فيصفو اللقاء
و يبهت الهم ؛
وينجلي الكرب
وتبدأ سلسلة من الحكايات الآسرة ..
التي لا تنقطع إلا حينما يطرق النعاس أعيننا …
اما ما هممت به فيبقى سري الكبير …..
ربما بحت به يوما من الأيام…
و الى اللقاء مع
حكاية كل ليلة ….
مريم أبوزويدة